وجه النظام السوري تهديدات غير معلنة الى الرياض متهما إياها بتأليب المواقف العربية ضدها, ذلك على خلفية تبلغ الخارجية السورية بشكل شبه رسمي رسائل من القاهرة مفادها ان الرئيس حسني مبارك لا ينوي حضور القمة العربية المقرر عقدها في دمشق اواخر الشهر الحالي.

وحسب ما جاء في جريدة السياسة الكويتية في عددها اليوم الأحد من مصادر خاصة في الخارجية السورية أن الوزير وليد المعلم رفع تقريراً مفصلاً إلى رئيس النظام بشار الأسد تضمن معلومات حول احجام الرئيس المصري عن حضور القمة وقد عقد الأسد اجتماعا مع بعض قياديي النظام وحزب البعث لبحث المواقف العربية من القمة وحمل خلال الاجتماع المملكة العربية السعودية مسؤولية الموقف المصري وقال: "إن السعوديين هم الذين يقفون وراء قرار مبارك الذي استطاع الملك السعودي اقناعه بعدم حضور قمة دمشق بهدف تقويضها واظهار دمشق في موقع المعزولة عربيا ".

وبحسب المصادر عينها فقد أشار الأسد ايضا خلال الاجتماع إلى أن "السعوديين لا يوفرون وسيلة من إجل توجيه ضربات قاسية الى سورية سواء على الصعيد اللبناني او على صعيد العلاقات مع الدول العربية الاخرى, مضيفا ان التحرك السعودي الاخير باتجاه قطر لا يمكن تفسيره الا انه محاولة مكشوفة من قبل الرياض لتضييق المساحة العربية التي تتحرك فيها دمشق".

وفي اشارة الى مدى الغضب الذي ينتابه من المواقف السعودية وجه الأسد تهديدات مباشرة الى المملكة وقال في هذا السياق "أن سورية التزمت الصمت حتى الآن حيال التحركات السعودية ضدها واكتفت بتمرير رسائل استياء بواسطة وسائل الإعلام للأعراب عن عدم ارتياحها من السياسات السعودية لكن إذا استمر السعوديون في سياساتهم هذه فسوف لن يكون هناك مفر من أن تقوم دمشق بافهامهم بطريقة أخرى وبشكل لا يقبل الشك ولا يحمل التأويل", مضيفا "أن ما من أحد استطاع التلاعب مع سورية وأن كل من حاول ذلك في الماضي نال جزاءه " .

وفيما لم يوضح الاسد ماهية الخطوات التي ينوي اتخاذها ضد المملكة الا انه اشار الى انه "بعد القمة العربية سيكون لكل حادث حديث", داعيا الى ضرورة تهدئة كل الساحات بما فيها الساحة اللبنانية حتى انتهاء القمة وقد اوعز الرئيس السوري بنقل رسالة التهدئة الى الموالين له في لبنان لاسيما "حزب الله" وتردد ان امين عام الحزب حسن نصر الله تفهم بعمق الرغبة السورية وابعادها ووعد بالالتزام بها.