يسمونها بغير اسمها (مقال)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذات يوم اصطحبني أحد الأصدقاء في مشوار بسيارته الخاصة، وصديقي هذا يصف نفسه برجاحة العقل، ولربما أوصله هذا الرجحان إلى ابتداع أفكار غريبة وعجيبة. أخذ صديقي يقود السيارة وفق ما يعتقد أنه مهارة فائقة، حيث جمع بين المحادثة بالجوال وشرب المرطبات وأكل المكسرات ومسك المقود وتبديل النمر، بعد هذه المهام المتداخلة قام هذا الماهر بفتح النافذة لرمي العلب الفارغة، حاولت منعه لكني لم أستطع، فقد ذهبت تلك العلب تسابق الريح، ومن حسن الحظ أنها لم تقع على أحد المارة أو السيارات. التفت إليه مستاء لفعله هذا وقمت بزجره وتأنيبه، متسائلا عن صنيعه هذا وعن عدم تأثره بما يذاع من برامج توعية تبث للرقي بالفكر والذوق، لعل من أبرزها البرنامج الشهير خواطر لأحمد الشقيري، غير أن صاحبي جاء بما لم يخطر ببال، فقد قال لي بأنه يعتبر عمله هذا عملا إنسانيا. دهشت لصنيعه هذا قائلا: إنساني، قال: نعم إنساني، اسألني كيف ذلك، سألته فقال: إن ما تراه من علب طائرة وكراتين متدحرجة وخلافها من المخلفات ما هي إلا باب رزق لهؤلاء العمال القائمين على إزالتها وتنظيف الشوارع منها، فقد فتحوا بسببها بيوتا وأعالوا أسرا، أتريدني أن أقطع هذا الرزق، كلا وألف كلا، ثم لك أن تتخيل ما الذي سيحدث لو أحجم الجميع عن رمي تلك المخلفات، فستغلق تلك البيوت وسيتشرد الأطفال وتطلق النساء ويزيد معدل الجريمة فتمتلئ السجون. صدعني بتلك الكلمات، قلت له: بيدي قنينة ماء فارغة فما ترى؟ قال: وهل ذلك يحتاج إلى تفكير قم برميها، وساهم معنا في مشروع «على قد ما تقدر ارمِ». القصة انتهت. لكن يا ترى، هل المفاهيم انتكست وانعكست؟ لا أدري، فالواقع يقول ذلك، فنرى أن المسميات الجميلة تطلق على القبيح، فبحيرة المسك خير شاهد على هذا، وكذلك مسمى النعيم ودار الأبرار نعتت بها شركات لرمي المخلفات، وشتان ما بين الاسم والمسمى، فالاسم للجنة والمسمى لمخلفات البناء.. فهل عجز القاموس اللغوي عن تسمية الأشياء بأسمائها. الكاتب/ سعود عوض البدراني ـ المدينة المنورة |
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ ضيف الله اولا شكرا للنقل وشكرا للاخ سعود على هذا المقال ثقافة المجتمع هي نتاج عادات وسلوكيات لحقب زمانيه طويله وتحتاج الى وقت للادراك ان هناك حقوق وواجبات على المواطن ان يقوم بها وهناك اداب للطريق منها افشاء السلام وغض البصر فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والجلوس في الطرقات))، قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه)) قالوا: وما حقه؟ قال: ((غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)) رواه البخاري (، ومسلم)، واللفظ له. ومنها ايضا ارشاد الضال لك الود |
الاخ الغالي ضيف الله البدراني
شكرا على نقل هذا المقال الجميل للكاتب سعود البدراني نعم انعكست المفاهيم واختلط الحابل بالنابل واصبحنا نبرر الاخطاء ونعكس الاسماء لك تحيتي وفائق احترامي |
اخي العزيز / محمد بن جعيثن البدراني
اخي العزيز/ عبد المطلوب بن مبار ك البدراني تشرفت بمروركما لكم مني اجمل تحيه..... |
الأخ الكريم ضيف الله عوض البدراني أحييك على جهودك الواضحة في المنتدي . ..................... بالنسبة لمثل موقف صاحبنا ومحاولته تبرير ( فعلته ) فلا غرابة في ذلك أبدا فنحن في زمن الغرائب ولا تستبعد أن يأتي اليوم الذي يقول فيه صاحبنا وأمثاله ( للأبيض أسود وللأسود أبيض ) فكل شيء وارد وغير مستبعد . تحياتي لك ولصاحب المقال |
الساعة الآن 01:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
mamnoa 4.0 by DAHOM