إلى أين ياوطني ؟ !!
الوطن والمواطن هما وجهان لعملة واحدة ،فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون وطن بدون مواطنين ، أو أن يعيش مواطنين بدون وطن ، فالانتماء للوطن والولاء له وحبه والدفاع عنه غريزة في النفس البشرية ، حتى الحيوانات فهي أيضاً تحب أوطانها ولكن بطريقتها الخاصة .
وحب الوطن من الإيمان . يقول الإمام علي رضي الله عنه : ((عُمّرت البلدان بحب الأوطان وحب الوطن من الأيمان ))
ويقول ابن الرومي:

ولي وطنٌ آليت ألا أبيعهُ *** وألا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدتُ به شرخ الشباب ونعمةٍ ***كنعمةِ قومٍ أصبحواْ في ظلالكا

فقد ألفته النفس حتى كأنه *** لها جسدٌ إن بان غودرتُ هالكا

وحبّب أوطان الرجال إليهمُ *** مآرب قضّاها الشباب هنالكا

إذا ذكرواْ أوطانهم ذكّرتهمُ *** عهود الصبا فيها فحنواْ لذلكا

نعم نحبك ياوطن ونقدم من أجلك أرواحنا ودمائنا فداءاً لك .
ولكن بالله عليك هل تحبنا كما نحبك ؟
وأنا أجزم بأنك ياوطني تبادلنا نفس الشعور ونفس الحب ولكن للحب علامات ودلائل يعرف من خلالها .
وطني يامن أعطاك الله من الخيرات مالم يعطه وطناً آخر ومع ذلك يعيش الكثير منا تحت خط الفقر !!! أو على نفس الخط فكلاهما ليس ببعيدين عن بعض .
وطني يامهد الرسالات ويا أرض النبوة وبلاد شرفها الله بالحرمين الشريفين هل تريد مني أن أكذب وأنافق عليك ؟ لا وألف لا .
وطني أنا منك وأنت مني ولكن هناك متناقضات وتضادات حادة كثيرة لا أجد لها تفسيراً أو جواباً !!.
فهناك فيه خير كثير وفيه بطالة ، وفيه غنى وفيه فقر ، وفيه مساجد وفيه فساد ، فيه دين وفيه فسق ، وفيه مال وفيه شح ، فيه قرارات وفيه تجاوزات ، فيه أقوال تخالفها الأفعال ، وفيه ولاء وفيه عدم انتماء .
هذا بكل اختصار ياوطني ، ولأني أحبك ويشهد الله على ذلك ، وأدين لك بالولاء والطاعة ، وأفديك بروحي ودمي ومالي وولدي وأعز ماأملك يرخص من دونك .
فلابد أن أقول لك : إلى أين يا يا يا يا يا ياوطني ؟ .

بقلم / عبد الله مناور البدراني