خطأ أن يعتبر بعض الكتاب الاعتداءات على المعلمين ظاهرة
بقلم:عبدالمطلوب مبارك البدراني
--------------------------------------------------------------------------------
قرأت في صحافتنا عن أحداث فردية لاعتداءات من بعض الطلبة على مدرسيهم والتي بدأت بمشكلة في مدرسة بينبع وبعدها حدثت في مناطق مختلفة من المملكة وشمر الكتاب عن سواعد الجد وكتبوا في الموضوع وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر. وللأسف لقد تحوّل موضوع أعتبره فردياً إلى ظاهرة والظاهرة كالوباء الذي ينتشر كانتشار النار في الهشيم.إنني أوافق الكتاب على الكتابة في هذا الموضوع ولكن يجب ألا نحول الموضوع إلى ظاهرة ويجب كذلك أن نبحث في علاج هذه الحالات الفردية الشاذة عن ديننا وخلقنا وأخلاقنا وتلاميذنا، يجب أن نطرح المشكلة أو بمعنى أدق ندخلها المشرحة ثم يشبعها الاختصاصيون في التشريح تشريحاً لدراسة الأعضاء جيداً ويجب ألا نكتفي بأخذ أشعة أكس فقط لهذه المشكلة ثم نوصف العلاج يجب أن نفحص ونشرح حتى نصل إلى موطن الداء.إنني معلم منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً وأعرف جيداً كيف أتعامل مع التلاميذ أو بالأصح كل تلميذ على حدة لأن أخلاقهم متفاوتة وكذلك أحاسيسهم ومشاعرهم وتفكيرهم لذلك يجب على أي معلم ألا يتبع مع تلاميذه الأسلوب العسكري الصارم كذلك يجب ألا يترك لهم الحبل على الغارب ليذهبوا به شرقاً إن شاءوا أو غرباً بل يجب عليه ألا يكون معهم قوياً فيكسر ولا لينا فيثنوه بل يجب أن يكون وسطاً بين ذلك وخير الأمور أوسطها. الناحية الأخرى هؤلاء الطلاب صغار في السن وعقولهم لم تنضج بعد حتى من دخل منهم الثانوية لذلك يجب على كل معلم أن يعاملهم على حسب عقولهم وألا يعتقد أنه سوف يحصل على 100% مما يريده منهم بل يجب عليه أن يضع احتمال حصوله على 50% أو حتى أقل منها كذلك يجب أن يراعي المعلم أعراف وتقاليد المجتمع الذي خرج منه هو والتلميذ وإن كان المعلم أجنبياً يجب أن يعلم جيداً أنه يتعامل مع مجتمع قبلي حتى النخاع فالقبيلة هنا الولاء لها أعمى وطبعا التلاميذ كل منهم يعتز بقبيلته ويعتبرها هي الأكمل والكمال لله. إن على وزارة التربية والتعليم يقع عبء تدريب المعلمين جيداً حتى يؤدوا ما عليهم بخبرة ومهارة وكذلك على أسر التلاميذ وأولياء أمورهم أن يراقبوا أبناءهم من صحبة السوء فالمسؤولية من هذه الناحية من طرفين طرف المعلم الذي تحت إمرة وزارة التربية والتعليم وطرف التلميذ المسؤول عنه ولي أمره وأسرته والمجتمع عامة.