عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2008, 07:59 AM   #1
افتراضي فضي الحربى يفقد أبناءه الثمانية فيما كان يسير خلفهم إلى بريدة

متعب العواد-حائل

كل زاوية في المنزل تذكرني بعائلتي التي افتقدتها في غمضة عين.. لم أكن في يوم أتوقع ان أفقد عائلتي دفعة واحدة في يوم ولكنه قضاء الله وقدره والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه. فلم يتبق لي سوى ثلاثة ابناء عبدالله (16 سنة) ودليم (10) سنوات وضيف الله (7) سنوات. انها كلمات الوالد المكلوم فضي الحربي تقطر حزنا وألماً على فقدان تسعة من افراد عائلته في رحلتهم على طريق حائل-القصيم لزيارة اهاليهم في بريدة. كان مشهدا حزينا هزّ اركانه بل كل من شاهد الحادث ومدينة حائل بأسرها إذ فقد فضي أم اولاده وثمانية من ابنائه في الحادث وهم ولدان وست بنات بينما نجا هو والثلاثة الباقون من ابنائه حيث كانوا يستقلون سيارة اخرى خلف العائلة المتجهة الى بريدة لزيارة الاهل والاقارب.

كتب الله النجاة لفضي وابنائه الثلاثة ولكنهم ما زالوا غارقين في احزانهم بينما ابناؤه يطالبونه بالرحيل من المنزل الذي اصبح موحشا بعد رحيل اشقائهم.

فضي يقول: لا اقدر على الرحيل من المنزل رغم الوحشة التي توقظني ليلا ونهارا والابناء يقولون ان جدران المنزل وغرفه تذكرهم باشقائهم الثمانية الذين قضوا في الحادث مع امهم.
ويعود فضي الى دوامة الاحزان والذكريات المؤلمة: الفاجعة هزت كياني وشغلت تفكيري وجعلت الهموم والهواجس تتقاذفني.. فإبني سلطان الذي كنت احلم بايجاد وظيفة له تحميني وتحمي اسرته ويكون عونا لي في هذه الحياة قد رحل واسترد الله امانته مع اشقائه ولا ينفك عبدالله يتذكر اشقاءه وأمه واخوته متسائلا: اين ضحكات امي واخواتي التي كانت تملأ المكان واين النظام الذي وضعه اخي سلطان داخل المنزل.

لقد رحل بسرعة وكأنني في حلم بل رحلوا كلهم وأكاد لا اصدق رحيلهم حتى هذه اللحظة.
وفي براءة الطفولة يقول الصغير ضيف الله: ماما وسلطان واخواتي سافروا الى الجنة ونحن سنسافر معهم.. عند هذه الكلمات من الصغير ضيف الله انهمرت دموع زميلي المصور راشد الثويني ليواصل الصغير حديثه الذي يقطع نياط القلب: «كل ليلة اسمع سلطان يقول لي: شد حيلك علشان العطلة الصيفية نسافر مكة مع امي» وعندما استيقظ لا اجده لأعود للنوم مرة اخرى وأجد شقيقاتي يتحدثن معي ويسألنني عن الطعام فأقول لهن لا طعم للطعام اذا لم تكن امي هي التي تطبخ!


ويتابع: اجلس كل ليلة مع اشقائي في المنام اللعب معهم وعندما يأتي الصباح لا أجدهم!!


لاحول ولا وقوة إلا بالله








ابوعابد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس