النسَّابة والمسؤولية الكبرى في حال الخطأ
بقلم / عبد المطلوب مبارك البدراني
البحث في الأنساب من البحوث التي تحتاج من الكاتب التروي والدقة وعدم إطلاق الكلام على عواهنه أو أخذ المعلومات من أفواه الرواة أو اعتماد الكاتب على رأيه الشخصي في ما يذهب إليه من تنسيب للقبائل لذلك فإنه عادة ما يخطئ الكثير من النسابين ومنهم من يتمادى في غيه وغلطه ويحاول جاهدا تبرير خطئه والدفاع عنه بشتى الوسائل وطبعا ما بني على خطأ فإنه خطأ.
لقد كثر في الآونة الأخيرة تحكيم قول واجتهاد أحد المتأخرين أو المتقدمين في أنساب الناس، والأخذ باجتهاده ورأيه وإن كان مجانبا للصواب على أنه الحكم النهائي والحاسم في نسب القبائل والعشائر والأسر ومآثرهم و وسوم إبلهم وغير ذلك. وقد كثر الجدل بين النسابين في أنساب القبائل وكثر الخلط بينها مما أثار حفيظة الكثير الذين لم يتحملوا ما يكتب في أنسابهم وربما يجر هذا التنسيب إلى أمور لا تحمد عاقبتها لأنه لا يخلو أي كاتب في هذا المجال من السلبيات ومن وجهة نظري للأسباب التالية:
1ـ لعدم توثيق الأنساب لدينا في الجزيرة العربية بل أخذت المعلومات من الرحالة والمستشرقين الذين أتوا من خارج الجزيرة.
2ـ أخذ النسابون معلوماتهم من الرواة وقد عدلت وبدلت لأنها غير مكتوبة يتم نقلها من راو إلى آخر وكل راو يضيف ما يضيف ويحذف ما يحذف.
3 ـ اعتماد الكاتب على رأيه الشخصي في إعطاء المعلومات أو اعتماده على كتب ومصادر أو وثائق غير موثوق منها مما يجعل الخطأ واردا في المعلومات القبلية .
ما ذكرته غيض من فيض وقليل من كثير من السلبيات التي يقع فيها النسابون عند طرح هكذا مواضيع أو تأليف كتب والخوض في تنسيب القبائل والخلط في المعلومات والتسطيح في الفكر والاستدلال بأشياء واهية والتناقض واضح وضوح الشمس في منتصف السماء بين مؤلفات وكتب النسابين، ونصيحتي عبر هذا المنبر عدم الخوض في الأنساب إلا بدقة فائقة في المعلومات لأن ذلك يسبب إثارة للنعرات القبلية وخاصة الخوض في الأنساب لكل من هب ودب والكتابة أمانة وسيحاسب كل كاتب عن ما خطه قلمه إن كتب خيرا وإن كتب غير ذلك.
ختاما لا يجب أن يقع الإخوة النسابون في أخطاء ومهاترات لا فائدة من ورائها سواء في المشاكل بين القبائل وامتلاء المحاكم بالقضايا القبلية والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول (دعوها فإنها منتنة).
المقال على هذا الرابط جريدة الوطن
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.asp?issueno=3450&id=5163