[عبدالمطلوب مبارك البدراني]

الروتين القاتل


الثلاثاء, 16 مارس 2010


عبدالمطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع



إلى متى ونحن نعيش هذا الروتين الممل، الذي أنهك قوانا وأتعبنا.. وأحكي لكم قصة.. بينما كنتُ في أحد البنوك المحلية بالمدينة المنورة لصرف استحقاق لوالدي المريض، والذي تجاوز الثمانين عامًا من عمره -يحفظه الله تعالى- ولدي وكالة منه عامة، لم يكن يدر بخلدي أن هذه الوكالة سوف تُرفض، وهي من محكمة شرعية! والسبب عدم كتابة السجل المدني للوكيل في الوكالة، مع العلم أنه بالإمكان أخذ صورة من بطاقة الأحوال المدنية ومطابقتها على الاسم، ولم يكن معمولاً بكتابة السجل المدني للوكيل في الوكالات في المحاكم من قبل.. أخذوا مني الشيك في البداية، وصورة البطاقة الشخصية لرفع ذلك للإدارة بالرياض، وأخذوا رقم جوالي للاتصال بي في حالة الموافقة، ولكن بعد أن تصفّح الموظف الوكالة لم يجد رقم سجلي المدني، قال: لا يمكن أن أخدمك، ولا تُقبل هذه الوكالة، وهذه أوامر جديدة أتتنا، ولا يمكن أن نتجاهلها! وبعد جهد وافق أحد الموظفين على أن يجيّر الشيك بمعنى أن يوقّع صاحبه بالخلف، مفوّضًا الوكيل، وقد تحمّلتُ التأخير والمشوار، وذهبتُ للوالد ووقّع عليه.
ولكن كيف بمن لا يستطيع الذهاب لعدم وجود مواصلات، أو لبُعد المسافات بين مدن ومحافظات المملكة المترامية الأطراف.. ألا يوجد طريقة أفضل من هذا الروتين والتعب الذي يحصل للمراجعين؟ وكيف لا تُقبل وكالة موقّعة من محكمة شرعية؟!


http://al-madina.com/node/232072