موظفون.. ورواتب زهيدة!
هناك شريحة كبيرة من أبناء الوطن يعملون في القطاع الخاص برواتب زهيدة جداً، تتراوح بين 1200 إلى 1800 ريال فقط، وخاصة من يشتغلون في المؤسسات كحراس الأمن وغيرهم، فهل هذه الرواتب الزهيدة يستطيعون العيش من خلالها بكرامة؟ أم أنهم يذهبون للجمعيات الخيرية؟ أم ماذا يفعلون؟ في هذا الزمن الذي أصبحت تكاليف الحياة والمعيشة فيه باهظة بأسباب الغلاء في الأسعار وجشع التجار المستمر.
وقد حرص القطاع الخاص «شركات ومؤسسات» على توظيف الأجانب في الوظائف الإدارية العليا والوسطى؛ تاركاً شباب الوطن في الوظائف الدنيا؛ لتحقيق نسبة السعودة المطلوبة، وهو ما جعل الغالبية من هؤلاء الشباب يتركون العمل؛ بحثاً عن مواقع أفضل.
وفي الوقت نفسه، قد ترك عذراً لدى معظم رجال الأعمال في عدم استقطاب الشباب للعمل في منشآتهم؛ بحجة «أن المواطن الشاب لا يرضى بالرواتب المتواضعة التي نقدمها لهم وفق إمكاناتنا وظروف السوق»، بينما الحقيقة، أن المتعاقد الأجنبي يكلفهم أضعاف ما يصرف على المواطن؛ إذ إن المتعاقد أو العامل غير الوطني، يُدفع له قيمة تذاكر السفر، وبدل السكن في أفضل المواقع والعلاج والنقل، يضاف عليها بعض المغريات كالسيارة الحديثة ومصاريف المحادثات الهاتفية والعلاوات والمكافآت، بينما الكثير من الشباب السعودي يقدم العديد من التنازلات في البدلات الممنوحة لغير السعوديين، والتي لم تُمنح له؛ للتخلص من البطالة وعدم الوقوع في شر الحاجة الملحة.
من خلال هذه الصحيفة الرائدة صحيفة الشرق، أبعث هذا النداء للمسؤولين، للنظر بعين العطف لهؤلاء الشباب، وإعطائهم رواتب مجزية، حتى وإن تحملت الدولة أيدها الله جزءاً منها، لتعينهم بعد الله سبحانه وتعالى على مسؤولياتهم تجاه عائلاتهم، وتعين من لم يستطيع الزواج على إكمال نصف دينه، واللحاق بالركب.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
عبدا لمطلوب مبارك البدراني