مقال نشر في الاسبوع الماضي بجريدة الوطن
الاعتدال هو الافضل في تلبية طلبات ابناءنا
اننا نريد من ابناءنا ان يعتمدوا على الله أولاً واخيراً ثم على انفسهم ولكن كيف نغرس في انفسهم ألاعتماد على النفس ؟ الطفل بطبعه يطلب اكثر مما يجب أن يطلبه وخاصة عندما يكبرقليلا او عند وصوله سن المراهقة فإن لديه متطلبات كثيرة قد تتعارض هذه الاحتياجات مع مايريده الاباء والامهات وقد يرغب عمل بعض الاشياء بنفسه وهذه ميّزة طّيبة هنا ياتي دور الأرشاد والتوجيه من الأسرة ألأبوين والأخوة وما يحز في النفس أن هناك تصرفات من ألأبوين قد تضر بابنهم أو ابنتهم دون أن يعلموا لأنهم يصرون على تلبية كل ما يطلبه منهم الابن او الأبنه حتى وان زاد حجمها عن مايجب في هذه الحالة إما أنهم لايدركون خطر الاستمرار في ذلك او لأنهم هم أنُفسهم اتكاليين وبهذه الطريقة ينمون الاتكالية لدى ابناءهم وهذا ما أُريد ان اصل إليه في هذا المقال .. ومن خلال التجربة التي عشناها مع الأبناء ومع طلابنا فإن ألأعتدال هو الافضل واسراف الوالدين في تلبية طلبات ابناءهم وجعل الطلبات رهن الاشارة فانها تكون النواه الاولى لشخص اتكالي يتوقع من الناس ان يعملوا له كل شيء دون ان يقدم هو بنفسه أي شيء يذكر فإن لم يجد مايريد جاهزاً أصبح عضواً مريضاً في المجتمع لافائدة منه ومن ناحية أُخرى معاملة الابناء بقسوة تجعلهم اشخاص حاقدين على المجتمع ومعادين له فالنمط المتسلط، الذي يفرض الطاعة العمياء سوف يضعف نشأة الأبناء، فتقل قدراتهم الإبداعية في كثير من المجالات، بل وكثيراً ما يهرع هؤلاء إلى الهروب من المنزل، أو خارج البلد والعيش مع رفقاء السوء والعابثين وانصح الاباء والامهات بمتابعة الابناء والبنات واعطاءهم جرعه من الاحباط حتى لايصبحوا اتكاليين ووجهوا ابناءكم إلى اقتناء وقراءة الكتب النافعة والقصص المفيدة، والمداومة على حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، والقيام بالرحلات الأسرية المناسبة وابعدوا ابنائكم عن المسلسلات الهابطة فهي اسباب الهدم والغواية .....
بقلم /عبدالمطلوب البدراني