الموضوع: النفس المريضة
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2012, 12:48 AM   #1
معلومات العضو
راعي الديره
عضو فعال فى منتديات البدارين
إحصائية العضو







آخر مواضيعي
افتراضي النفس المريضة

أصحاب النفوس المريضة

في حياتنا اليومية .. أنماط متعددة من البشر يقابلها الإنسان ويتعامل معها ، إما بشكل يومي أو على فترات متقطعة أو على حسب ما تسمح به الظروف من وقت لأخر . ومع تعدد الأنماط والشخصيات في عالم البشر ، إلا أنه يمكننا عند تجريدها من الزيادات التي علقت بهذه الأنماط والشخصيات نستطيع أن نحصرها في شخصيتين رئيستين ونمطين أساسيين وهما .. الشخصية الأولى ذات الأصل الطيب والمعدن الطيب ، والشخصية الثانية ذات النفس الوضيعة المريضة والمعدن الخبيث ، والتي دائماً تشعر بالنقص فتداريه بالغرور والتكبر على الناس . وهاتان الشخصيتان المتناقضتان نجدها في حياتنا اليومية إما في مجال العمل ، أو مجال الدراسة ، أو حتى مجال الجيرة والجيران ... يعني في كل نواحي الحياة قد تصادف هاتين الشخصيتين . وأود في هذه المقالة أن أقف مع الشخصية الثانية وهي الوضيعة المريضة من باب الشفقة عليها والدعاء لها بالشفاء من الأمراض النفسية الخطيرة التي تعشعش فيها مثل الكبر والغرور والإعجاب بالنفس ، وحتى لا تتمادى في غيها وجهلها ، ثم تسقط وتقع كما سقط من سبقها ممن كان على شاكلتها فتكون حديث الشماتة والتشفي " واللي ما يشتري يتفرج " كما يقال بالعامية . يذكر لي أحد الأصدقاء عن زميل له كان معه أيام الدراسة الجامعية من أصحاب الشخصية الوضيعة المريضة نفسياً ، كانا يمضيان معاً أوقاتاً طويلة وكانا لا يفترقان إلا عند الذهاب إلى بيوتهما . يقول هذا الصديق .. ومرت الأيام وتخرجنا والتحقنا بالعمل كل في مجاله ودراسته .. وانقضت سنين من عمرنا وجاءت الفرصة لزميلي وتقلد منصباً هاماً في عمله .. وهنا بدأت حقيقته تظهر ومعدنه الخبيث يبرز وكما قيل الطبع يغلب التطبع . أصبح هذا الإنسان شخصاً أخر ، يمر على الناس فلا يسلم عليهم بل ينظر إليهم نظرة ازدراء واحتقار وكأن الذين أمامه حشرات وليسوا بشراً مثله .. والطامة الكبرى أنه انقلب عليّ أنا صاحبه كذلك الذي أعرف عنه كل شيء وكيف كانت حياته وظروف معيشته منذ صغره وطفولته البائسة هو وأهله .. واليوم إذا شاهدني من بعيد يتجاهلني وكأنه لا يعرفني وإذا ذهبت إلى مكتبه لزيارته بحكم صداقتنا القديمة يقول للسكرتيرة إذا بدون موعد لا تدخليه عليّ .. فسبحان مغير الأحوال. انتهى كلام الصديق عن زميله وبقي أن نقول لهذا الزميل تذكر أن الإنسان بأخلاقه وتربيته الأصيلة قبل أن يكون بمنصبه أو ماله وتذكر جيداً أن المنصب الذي أنت فيه اليوم كان يشغله قبلك الكثيرون وسيأتي اليوم الذي ستغادره ، لأن المناصب لو دامت لغيرك ما وصلت إليك .. ونتمنى أن تتذكر المقولة العامية " ما تكبر إلا..... " يا وضيع النفس .








راعي الديره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس